أعلنت مديرية آثار "اللاذقية" عن اكتشاف مجموعة من المدافن العائلية في حي "الفاروس" خلف مبنى مديرية المالية في المحافظة، والتي تعود للعصر الروماني، ولإلقاء الضوء على الموضوع التقى موقع eSyria الأستاذ "جمال حيدر" مدير آثار "اللاذقية" حيث قال:
«خلال عمليات حفر كانت تقوم بها مؤسسة "الإسكان العسكرية" للبدء بتشييد مبنى مدرسة، تم الكشف عن موقع أثري جديد بحي "الفاروس" ينضم إلى اكتشافات كثيرة تمت في الفترة الأخيرة بالمدينة، والتي تذخر بآثار لم تكتشف بعد، وللحفاظ على المكتشف قامت دائرة الآثار بإيقاف العمل، لتبدأ بعدها عملية التنقيب وبشكل رسمي والبحث في مصدر وتاريخ هذا المكتشف، وتبين لنا وبعد الكشف على المدافن أنها مجموعة مدافن عائلية تعود للفترة الرومانية قبل حوالي"2000" عام، وقد بدأت دائرة الآثار في "اللاذقية" بأعمال التنقيب والتوثيق في الموقع المذكور والمكون من ستة مدافن، فتم تنقيب أربعة منها؛ وأسفرت النتائج الأولية عن اكتشاف مجموعة من الرقع الأثرية الفخارية والزجاجية والمعدنية إضافة إلى كتابين باللغة اللاتينية عثر عليهما داخل المدافن، وتشير إلى أسماء المدفونين وتواريخ الدفن وهي قيد الدراسة».
وجود هذه آثار وغيرها يؤكد تاريخ مدينة "اللاذقية"، وهذا يحسب لمديرية الآثار، ولكن أتمنى أن تحظى هذه المواقع الأثرية باهتمام أكبر، أقول هذا لأننا وللأسف نجد هذا الموقع شبه مهمل، فهل يعقل أن يتحول المدفن إلى ساحة للعب الأطفال؟ نأمل الاهتمام أكثر، وتأمين الحماية اللازمة له
وأشار الأستاذ "جمال حيدر" إلى أن الأعمال مستمرة في الموقع المذكور بانتظار نتائج جديدة تغني الحدث وتضيف صفحة جديدة إلى تاريخ مدينة "اللاذقية" الحافل بالإنجازات الحضارية على مدار أزمنة، وأكد "حيدر" أن المدافن المكتشفة هي طبقة من حقل مدفني واسع يمتد لمسافة كبيرة في كافة أنحاء المدينة ومنها حي "السجن" و"مار تقلا" و"الشيخ ضاهر" و"بستان عليو" و"الرمل الشمالي" وحي "علي جمّال" و"الزين" و"الفاروس".
وبالقرب من موقع المدفن التقينا "علي العبسي" من أهلي الحي، والذي قال: «عندما كنا صغاراً كنا نسمع من كبار السن أن "اللاذقية" تقوم فوق مدافن خاصة في المنطقة الشمالية منها والحي الذي نحن فيه الآن من المنطقة الشمالية، وليس غريباً أن نشهد هذا الاكتشاف، وأعتقد أن عمليات الكشف لا يجب أن تبقى رهن المصادفة، بل يجب أن تستمر لأن ما يتم الكشف عنه يشكل كنزاً حضارياً يؤكد على عراقة بلدنا وقدم الحضارات والشعوب التي سكنته».
أما "مصطفى بديوي" من أهالي المنطقة فيقول: «وجود هذه آثار وغيرها يؤكد تاريخ مدينة "اللاذقية"، وهذا يحسب لمديرية الآثار، ولكن أتمنى أن تحظى هذه المواقع الأثرية باهتمام أكبر، أقول هذا لأننا وللأسف نجد هذا الموقع شبه مهمل، فهل يعقل أن يتحول المدفن إلى ساحة للعب الأطفال؟ نأمل الاهتمام أكثر، وتأمين الحماية اللازمة له».
الجدير ذكره أن مديرية آثار "اللاذقية" سبق لها اكتشاف مدفن روماني قبل حوالي الشهرين في حي "علي جمّال" أثناء قيام المؤسسة العامة للصرف الصحي بتمديد شبكة جديدة في المنطقة، والآثار المكتشفة من السويتين "الإسلامية والرومانية". متوزعة في منطقة مساحتها عشرة آلاف متر.
بقي أن نذكر أن الرومان كانوا يضعون جثامين موتاهم في توابيت خشبية وأخرى حجرية وفخارية، أما المدفن الروماني فهو عبارة عن غرفة يتم تشييدها تحت سطح الأرض بعمق يمتد من ستة إلى ثمانية أمتار أحياناً، يتم الوصول إلى المدفن من خلال درج حجري، وعلى باب المدفن هناك بوابة ومن ثم بهو المدفن وفي جدران الغرفة نجد فراغات تسمى "المعازب"، تحتضن جثامين الموتى الرومان الذين يدفنون مع الكثير من مقتنياتهم الذهبية والفضية.