الروايات التاريخية متضاربة حول تاريخها، فالبعض ينسبها الى الخليفة "معاوية بن أبي سفيان" والبعض إلى العصر الفاطمي، فأولى هذه الروايات والتي تنسب إلى "معاوية" تذكر أن "معاوية بن أبي سفيان" الخليفة الأموي كان يحب الأكل بشدة حتى إنه كان دائم الشكوى مما يلقاه من الجوع في نهار "رمضان"، فوصفها له طبيبه آنذاك أثناء ولايته على "الشام"، كأكلة يتناولها في وقت السحور، لتمنع عنه الجوع، ومن يومها ارتبط اسمها باسمه، فصاروا يقولون "كنافة معاوية"، "الكنافة" زينة موائد الملوك وأجمل ما تتزين به موائد "رمضان"، يتهادى بها الأحباء، لنفاستها وطيبتها هي الضيفة اللذيذة الشهية لموقع eDaraa عندما تجولنا بتاريخ 27/8/2009 في أسواق مدينة "درعا" باحثين عن قصص وحكايات ترشدنا على تاريخها وخصائصها وطرق صناعتها.

الأديب والروائي "هاجم عيازرة" عاد بنا (60) عاماً إلى الوراء إلى فرن الحارة حيث كانت تنضج صينية الكنافة المنزلية التي كانت تصنعها والدته ويضعها بيده في فرن "أبو عماد" في ذلك الوقت ليعود إلى البيت ويجدها قد حضرت القطر المغلي، ليسكبا القطر على وجه الصينية وتجتمع العائلة معلنة بدء أمسية من ليالي "رمضان" يقول "عيازرة": «للكنافة مكانتها المرموقة بين أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون، ومن لا يأكلها في الأيام العادية لابد أن يتناولها خلال "رمضان"، فهي عادة من العادات المرتبطة بشهر "رمضان" في العصور "الأيوبي" و"المملوكي" و"التركي" والحديث والمعاصر، باعتبارها طعاماً لكل غني وفقير مما أكسبها طابعها الشعبي إلى يومنا هذا».

للكنافة مكانتها المرموقة بين أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون، ومن لا يأكلها في الأيام العادية لابد أن يتناولها خلال "رمضان"، فهي عادة من العادات المرتبطة بشهر "رمضان" في العصور "الأيوبي" و"المملوكي" و"التركي" والحديث والمعاصر، باعتبارها طعاماً لكل غني وفقير مما أكسبها طابعها الشعبي إلى يومنا هذا

الحاجة "فاطمة المغربي" فضلت أن تروي لنا حكاية من الحكايات التي يتداولها الناس عن "الكنافة" فقالت: «يروى أن أحداً غضبت عليه زوجته فغادرت منزله إلى بيت أهلها وبقيت فيه شهوراً سعى خلالها المصلحون فأخفقوا، فدخل شهر "رمضان" المبارك، وذكر الزوج زوجته وكنافتها وعلمت الزوجة وذكرت حب زوجها لها ولكنافتها فبعثت إليه بصينية كنافة كان تأثيرها أكبر من تأثير المصلحين، فما كاد الزوج يتلقاها حتى ابتهج وحملها ومضى بها إلى بيت زوجته ليفطر معها».

"هاجم عيازرة" الأديب والمؤرخ

وعن طريقة تحضير الكنافة تحدثت "فطينة خضر الحسين": «الكنافة من أشهى الأكلات التي تجمع العائلة وطريقة تحضيرها سهلة جداً، بالبداية يتم تحضير العجينة المؤلفة من الطحين والسكر والماء أو الاستعانة بالعجينة الجاهزة، بعدها نقوم بدهن الصينية بالسمن العربي، ونفرش الصينية بالعجينة ونضيف الجبنة بالكمية التي نرغب بها ونضعها بالفرن حتى تصبح باللون الأشقر المائل للاحمرار بعدها نضيف عليها كمية محددة من القطر، المجهز مسبقاً من الماء المغلي مع السكر، وتصبح بعدها جاهزة تماماً».

وأضاف "جهاد المقداد" صاحب حلويات "عبيدو" الأشهر في صناعة "الكنافة": «الكنافة تُحشى بعدة أنواع، فأهل "الشام" يحشونها بالقشطة وأهل "مكة " وعموم أهل "الحجاز" يحشونها بجبنة حلوة، وكنافة الجبن مفضلة عندهم على باقي الأنواع، وأهل "نابلس" برعوا في كنافة الجبن حتى اشتهرت وعرفت بالكنافة "النابلسية"، ومن المعروف أن "بلاد الشام" هي الأشهر في صنع "الكنافة" فهم برعوا بصناعتها إضافة إلى "المبرومة والبللورية والمغشوشة والعشملية والمفروكة" وغير ذلك من الأنواع التي تحشى بالإضافة للجبن والقشطة باللوز والفستق والجوز وتسقى بعسل "النحل" وبالقطر المضاف إليه "ماء الورد"».

"جهاد المقداد" معلم "الكنافة" المحترف
"الكنافة" الخشنة المحشوة بالقشطة