"الحٌرجلّة" بضم الحاء وتشديد اللام واحدة من أربعة عشر قرية يتبعون مدينة "الكسوة" إلى الجنوب من العاصمة "دمشق"، وتعتمد القرية الزراعة كعنوان أساسي لعمل الأهالي حيث يعبرها نهر "الأعوج" آتيا من منبعه في "جبل الشيخ" بعد أن تبتعد عن مدينة "دمشق" نحو 20كم.

في دارة السيد "رفاعي الخطيب" مختار قرية "الحٌرجلّة" ظهيرة يوم الاثنين 05/10/2009 وبعد استقباله موقع eSyria سيدور اللقاء عن أحوال القرية وتقاليدها الاجتماعية، يبدأ المختار "رفاعي الخطيب" حديثه:«"الحٌرجلّة" قرية زراعية من أشهر محاصيلها القمح والشعير والزيتون والحمّص والعدس ومختلف البقوليات وفي موسم الصيف تزرع البامية الشامية، وكانت القرية قد استفادت قبل موسم الجفاف الذي حل منذ قرابة 15 سنة من مرور نهر "الأعوج" فيها إلى قرية "العادلية" فمصبه في بحيرة "الهيجانة" وكان النهر يروي بساتين "الحٌرجلّة" بثلاثة فروع قبلي ومتوسط وشمالي وبعد جفاف مجرى النهر اتجه الأهالي إلى "البعل" مع تقلص المحاصيل الزراعية وانحسارها لكفاية القرية الذاتية».

تسود اجواء الألفة بين أبناء القرية ذلك لأن غالب العائلات متداخلة بعلاقات قربى فيما بينهم فإذا لم يتشاركوا النسب تصاهروا

القرية التي أتى كتاب "معجم البلدان" لـ "ياقوت الحموي" على ذكرها في مجمل قرى "غوطة دمشق" تختلف الروايات في أصل تسميتها فيقول المختار "الخطيب":«هنالك روايتين شهيرتين عن سبب تسمية "الحٌرجلّة" الأولى تقول أن جماعة من المسلمين في العهد النبوي الشريف قد فروا من ظلم المشركين الذين لاحقوهم إلى هذا الموضع فاحتمى المسلمون بأشجار الحور والتي بدورها أظلتهم وأخفتهم بين حناياها ليقال بأن الحور قد جلّت لتأتي التسمية فيما بعد "الحٌرجلّة"، أما الرواية الأخرى فتقول بأن تسمية القرية نسبة إلى امرأة حلجت القطن في المكان».

البيدر

وهنا يتدخل السيد "محمود زعيتر" رئيس المركز الثقافي في القرية الذي يحضر اللقاء ليشير برواية أخرى تفسر التسمية:«ذكرت بعض المراجع المختصة بتاريخ البلدان أن أصل التسمية "الحٌرجلة" سرياني ويعني "الجراد" ومن المفيد الأخذ بعين الاعتبار أن المنطقة في التاريخ القديم كانت سريانية».

يبلغ المختار "رفاعي الخطيب" من العمر 57 عاما ولكي نفهم طبيعة تقاليد القرية والمتغيرات التي طرأت عليها خلال السنين نستذكره فيحكي:«تغيرت عادات سكان "الحٌرجلّة" مع مرور الزمن فكان من عاداتنا أن تولم عائلة أي عريس لأهل القرية على الغداء والعشاء لثلاثة أيام قبل الزفاف كما ويختار الشبان أحدهم ليسمى "شيخ الشباب" فيجتمعون في منزله للاتجاه بعدها إلى دار العريس ومباركته كل يوم خلال الأيام الثلاثة تلك وبعد ليلة الزفاف تكون الصباحية حيث يجتمع الأهالي للذهاب إلى منطقة "البيدر" في بساتين القرية ويفرشون السجاد لتناول الغداء على شرف العريس، لم تعد تلك العادة قائمة إلى الآن بل يتم الاكتفاء بسماع قصة "المولد النبوي الشريف" ليلة العرس، وهناك عادة لابد من الإشارة إليها باقية حتى وقتنا فبعد صلاة العيد تجتمع رجالات القرية بأكملها للمصافحة وتبدأ بمصافحة رجل لأخر والوقوف إلى جانبه ليأتي ثالث لمصافحتهما والوقوف وهكذا إلى أن يبلغ رتل المصافحين ما يقارب 400 متر».

مجرى "الأعوج" بعد الجفاف

ولا ينحسر دور المختار في "الحٌرجلّة" على حل المشاكل ورعاية المصالحات كما هو معتاد بل يشرف على "ضرب الشور" وهي عادة يشرحها المختار "الخطيب":«اجتماع "ضرب الشور" هي إحدى تقاليد قريتنا فحينما ينوي أحدهم تزويج واحدا من ابنائه يبلغ المختار الذي يقوم بدعوة وجهاء القرية لأخذ المشورة ومباركة عقد القران ومن ثم تكليف شاب واحد ليدور على بيوت القرية بأكملها ودعوة أصحابها لحضور العرس».

واليوم حيث بلغ عدد سكان قرية "الحٌرجلة" حوالي 6500 نسمة يؤكد المختار "رفاعي الخطيب":«تسود اجواء الألفة بين أبناء القرية ذلك لأن غالب العائلات متداخلة بعلاقات قربى فيما بينهم فإذا لم يتشاركوا النسب تصاهروا».

إحدى حارات "الحرجلة"