قدمت الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون، بالتعاون مع جمعية صدى الثقافية الموسيقية، والجمعية الخيرية العمومية الأرمينية، أمسية لموسيقا الحجرة أحياها الرباعي "هايك أرسينيان" على البيانو، "ألكسندر نازاريان" على الفيولا، "هرانت بارزاميان" على التشيللو، و"نازيك شاكريان" على الكمان من أرمينيا، وذلك على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.

وتضمن برنامج الحفل "رباعي البيانو من صول الصغير" من تأليف "فولفغانغ أماديوس موتسارت" بحركاتها الثلاث "الأليغرو، الأندانتي، الروندو أليغرو"، ثم مقطوعة "بريمافيرا بورتينا" "لآستور بيازولا" بحركاتها الثلاث "أليغرو، رقصة ملاك، موت ملاك"، ثم عزف "رباعي البيانو من صول الصغير" "ليوحنا براهمز" وتحوي الحركات الأربعة التالية أليغرو، إنترميزو أليغرو، أندانتي كون موتو "عجول"، وروندو على الطريقة الغجرية "بريستو".

إن ما شهدناه من عزف خلق تمازجاً رائعاً للجمل الموسيقية بين البيانو والوتريات

وقال عازف التشيللو "هرانت بارزاميان" في حديث خاص لموقع eSyria: «حاولنا من خلال برنامج الأمسية أن نقدم مجموعة من المؤلفات التي تنتمي إلى سلم الصول الصغير، واخترنا المقطوعات حيث إن اثنتين منها تنتمي إلى موسيقا عصر الباروك المتميزة بزخرفاتها الكثيرة، ودقتها العلمية، فضلاً عن التنميقات الموسيقية التي تميزها وكانت إحداها "لموتسارت" والثانية "برامز"».

عازفي التشيللو والبيانو

وأضاف: «اشتغلنا أيضاً على موسيقا تانغو حديثة مع المؤلف الأرجنتيني "بيازولا" المليء بالإيقاعات والهارمونيات والنغمات والتي تمزج بين الموسيقا الشعبية الأرجنتينية والموسيقا الكلاسيكية».

وأوضح "مكسيم راكاني" أحد الحاضرين والمحب لموسيقا الباروك أن رباعي البيانو الذي ألفه "موتسارت" يعتبر المقطوعة التي أدت إلى استقرار رباعي البيانو بشكل موسيقي مشهور ودائم من أنماط موسيقا الحجرة، وقال: «إن ما شهدناه من عزف خلق تمازجاً رائعاً للجمل الموسيقية بين البيانو والوتريات».

عازفة الكمان نازيك شاكريان

بينما قالت "رؤى البني" التي حضرت الحفل: «كانت الموسيقا شاعرية خاصةً عندما يعزف البيانو وحيداً، ويعود جبروت الموسيقا مع معاودة الآلات الوترية عزفها مع البيانو، وكان لتفاوت سرعات العزف ودراميته الجميلة دور كبير في زيادة ألق هذه الأمسية الموسيقية».

بدوره بيّن "غارو نعلبجيان" 36 عاماً أنه كان يتوقع هذا المستوى الراقي الذي استمع إليه، خاصة أن هذا الرباعي سبق أن قدم حفلة في صالة "ويل" بنيويورك وأثبت جدارة كبيرة وصلت أصداؤها إلى مسامع المهتمين في سورية، وأضاف: «لم يخب ظني بهذا الرباعي، فما سمعته كان بمستوى راقٍ جداً، والتناغم الحاصل بينهما كان على درجة عالية، وصداقتهم الموسيقية كانت واضحة من خلال أدائهم».

من الحفل

وقالت "تامار جوليجيان" إحدى الحاضرات: «كان هناك الكثير من التنويعات الموسيقية في هذا الحفل على أكثر من قومية موسيقية، فهناك التانغو الأرجنتيني، وهناك مزيج من الموسيقا الشعبية الألمانية والهنغارية إضافة إلى موسيقا الغجر، وخاصة في رباعية "براهمز" وهذا جعل من الحفل طيفاً واسعاً لموسيقا جميلة».

أما "شذى حمود" فوجدت أن الحفل كان مملوءاً بالإيقاعات المتدفقة، إضافة إلى الفقرات الموسيقية التأملية الهادئة، وهناك رؤية موسيقية جذابة قدمها العازفون الأربعة بانسجام تام، وقالت: «أنا واثقة أن هذا العزف المتقن احتاج الكثير من التدريبات على هذه المقطوعات، سيما أنها تنتمي إلى عصور موسيقية تتميز بصعوبة مؤلفاتها لأنها كانت تجسد مرحلة بحث موسيقية مستمرة عبر كل مؤلف موسيقي».

وجدير بالذكر أن الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية تأسست عام 1906 في القاهرة، وهي أكبر مؤسسة أرمينية غير نفعية في العالم. يقع مركزها الرئيسي في مدينة نيويورك وهدفها حفظ التراث والهوية الأرمينية وتنشيطها من خلال البرامج التعليمية والثقافية والإنسانية، واليوم من خلال برنامج المنح التراثية للجمعية. كما تهدف الجمعية إلى التركيز على المجالات التخصصية للدراسة بحيث أصبحت تقدم المزيد من المعونات المالية للشباب الموهوبين في كل أنحاء العالم.