عندما يسدل الليل أهدابه السوداء على "دمشق"، تبقى "ساحة القصور" مستيقظة لا تنام، فاتحةً أعيناً مضاءة على شوارعها ومحالها التجارية، لتلعب دوراً بارزاً في جذب أبناء "دمشق" وزوارها على حدٍ سواء طوال ساعات الليل.

ساحة تملؤها المحلات وتعج بمئات السكان، فكل زاوية من زواياها مخصصة لبيع شيء معين، فهناك محال لبيع الخضار والفواكه وأخرى للحوم والأجبان بالإضافة إلى دكاكين لتقديم مختلف أنواع الطعام والحلويات والوجبات الجاهزة، عدا ذلك هناك محال مخصصة لبيع أثاث ومستلزمات المنزل.

في موسم الصيف يختصون ببيع "الذرة والصبارة"، وفي موسم الشتاء تجد أن العربات تمتلئ بـ"الفول النابت والبليلة وحتى الشوندر"، وأما في موسم الخريف فتكثر عربات "الفستق الحلبي"

"eSyria" جال في ساحة القصور بتاريخ "9/3/2011" والتقى الشاب "عماد زرزور" الذي كان يتناول العصير برفقة زملائه، والذي تحدث عن أسباب تردده إلى الساحة قائلاً: «اعتدت الذهاب دائماً مع أصدقائي إلى "ساحة القصور" خاصة في ساعات المساء إما لتناول الطعام أو للجلوس في أحد مقاهي "الانترنت"، والحقيقة أننا نقصد "ساحة القصور" باعتبارها الساحة الوحيدة التي تبقى معظم محلاتها فاتحة حتى أوقات متأخرة من الليل وخصوصاً عندما نحتاج لشراء الطعام أو غيره، كما يوجد هناك صيدليات مناوبة على مدار 24 ساعة يومياً».

لكل من زوار "ساحة القصور" أسبابه التي تدفعه للقدوم؛ البعض يأتي لشراء الطعام والبعض الآخر يفضل شراء ما يحتاجه من مكان واحد؛ وما إن تقترب من الساحة حتى تستمتع برائحة الخبز والكعك التي تملأ المكان والبائعة المتجولون موزعون على زوايا الساحة؛ يبيعون حسب مواسم السنة، "الزرزور" تحدث عن العربات الموسمية كأحد أركان الساحة بقوله: «في موسم الصيف يختصون ببيع "الذرة والصبارة"، وفي موسم الشتاء تجد أن العربات تمتلئ بـ"الفول النابت والبليلة وحتى الشوندر"، وأما في موسم الخريف فتكثر عربات "الفستق الحلبي"».

السيد "محمد سعيد النخال" صاحب "المخبز العربي الحديث" حدثنا عن ذكرياته مع الساحة بالقول: «افتتح هذا المخبز عام /1959/، وهو يعد أحد أوائل المحلات التي افتتحت في "ساحة القصور"، وأذكر حينها أنه لم يكن هناك دوار؛ فقط بعض الأبنية تحيطها حدائق، وحول الدكاكين القديمة يمكنني القول إن "بقالية دمشق" هي أقدمها، وهي إلى الآن من الدكاكين المعروفة في الساحة.

محمد سعيد النخال

ومع مرور الوقت؛ أخذت المحلات التجارية تزداد وأصبحت الساحة تضم كل ما يتطلبه المواطن من طعام وشراب وحلويات ومراكز لخدمة المواطنين وغيرها..».

السيدة "بثينة النجار" تحدثت عن أسباب ترددها الدائم إلى "ساحة القصور" قائلة: «أنا أتردد إلى الساحة مرتين في الأسبوع تقريباً؛ لاقتناء كل ما أحتاجه من أغراض للمنزل كالخضار والفواكه والقهوة والمكسرات وغيرها، وأكثر ما يشدني إلى "ساحة القصور" تنوع محلاته وخاصةً محلات شراء الهدايا التي تتعلق بالمناسبات (كالزواج، وهدايا شراء منزل، وألعاب للأطفال).

تعتبر "ساحة القصور" نقطة علام مميزة في "حي القصور" فمنها تتفرع طرق تصل إلى مناطق مختلفة في "حي القصور" وخارجه، السيد "سليم زعرور" مختار "حي القصور"، تحدث عن موقع الساحة وتاريخ إنشائها بالقول: «تقع الساحة شمال غرب "المدينة القديمة" يحدها من الغرب حي "الخطيب" ومن الشرق "ساحة العباسيين" ومن الجنوب "شارع بغداد أو ما يعرف بشارع "مرشد الخاطر"، ومن الشمال "حي التجارة"».

أما عن تاريخ إنشاء "الساحة" فتحدث المختار بالقول: «كان "حي القصور" في معظمه بساتين، يضم بعض الأبنية ولكن مع التوسع العمراني الذي طرأ على الحي وزيادة الكثافة السكانية؛ افتتحت شوارع جديدة وساحة عام /1970/ وأصبح هذا الحي من أكثر أحياء دمشق تخديماً وازداد عدد المحلات التجارية فيه بشكل كبير».