هو الشريان الذي يتوسط أحياء "دمشق الجديدة"، هو الفسيح والأخضر؛ فشجيرات ياسمين تمتد على طوله وأشجار النخيل تنصفه، وهو أيضاً المقصد الأول لمحبي "صبار" وخصوصاً في الصيف حيث يمتلئ هذا الشارع ببسطات الصبار.

إنه شارع "أبو رمانة" أو كما ما يسمى في السجلات الرسمية شارع "الجلاء" تخليداً للذكرى وتكريماً للشخصيات الوطنية التي سكنت بالقرب منه، تقول الشابة "ساره اللوجي" من سكان حي أبو رمانة: «يعتبر هذا الشارع بالنسبة لأهالي الحي المتنزه والطريق الرئيسي الذي يستدلون به إلى بيوتهم، فأنا شخصياً ومنذ أن كنت طفلة صغيرة أتمشى به مساءً مع والدي، وخصوصاً في الصيف حيث تجد أن بائعي الصبار ينتشرون على امتداده من ساحة "الروضة" وصولاً إلى "موقف نورا"، وإلى اليوم مازلت أنا وصديقاتي نعتبره هذا الشارع المتنزه الأول بالنسبة لنا».

يعتبر هذا الشارع بالنسبة لأهالي الحي المتنزه والطريق الرئيسي الذي يستدلون به إلى بيوتهم، فأنا شخصياً ومنذ أن كنت طفلة صغيرة أتمشى به مساءً مع والدي، وخصوصاً في الصيف حيث تجد أن بائعي الصبار ينتشرون على امتداده من ساحة "الروضة" وصولاً إلى "موقف نورا"، وإلى اليوم مازلت أنا وصديقاتي نعتبره هذا الشارع المتنزه الأول بالنسبة لنا

يبدأ شارع "أبو رمانة"من التقاطع الموجود بجانب "قصر الضيافة" جنوباً إلى "ساحة الروضة" –ساحة أبو العلاء المعري- شمالاً، بطول يصل إلى أقل من /1/ كم بقليل، "eSyria" جال في شارع "الجلاء" بتاريخ "17/4/2012" والتقى السيدة "قمر طرابيشي" أحد القاطنين في الحي والتي تحدثت بالقول: «سكنت الحي في خمسينيات القرن الماضي، عندما كان يعتبر هذا الشارع وحي "أبو رمانة" ككل من الأحياء الجديدة في دمشق، وبسرعة أصبح "شارع أبو رمانة" من أشهر الشوارع الدمشقية في أحياء دمشق الجديدة، وأقصد بها منطقة الطلياني والروضة وأبو رمانة وغرب أبو رمانة وصولاً إلى قصر خورشيد الرئاسي.

شارع أبو رمانة

لقد استقطب هذا الحي سريعاً العائلات الميسورة بسبب تنظيمه العريض ونظراً لاهتمامه بالخدمات الأساسية، فعدا وجود البنى التحتية الكاملة؛ نجد أن معظم المباني الموجودة في شارع تحتوي على مرآب للسيارات، كما أن الشارع كان يعتبر في ذلك الوقت من أكثر الشوارع عرضاً وتستطيع منه أن تصل منه بسرعة إلى أي مكان في منطقة ككل».

الطراز العمراني لشارع "أبو رمانة" كان امتداداً للطراز العمراني المستخدم في أحياء دمشق الجديدة المبنية في نفس الفترة، حيث تجد في تلك الأحياء ساحات دائرية أساسية تتصل فيما بينها بشوارع مستقيمة عريضة وأخرى أصغر متقاطعة مع الأولى لتجعل من السهل الوصول إلى أي نقطة بسهولة، يقول المهندس "خليل الفرا" أحد أشهر مهندسي دمشق خلال فترة الاستقلال عن الشارع:

«في الحقيقة نجد أن الطراز العمراني لشارع "أبو رمانة" جاء مختلفاً عن الشوارع القديمة الموجودة بالقرب منه، فمثلاً نجد أن شوارع "حي الشعلان" أضيق ونظام أبنية مختلف، فالأبنية في شارع أبو رمانة اعتمدت في المقام الأول على رأي صاحب البناء، حيث إنه وبعد تنظيم المنطقة وتحديد الشارع ومكان كل بناء فيه، اعتمد كل مالك على مهندس معماري صمم له البناء الخاص به حسب طلبه، ولعل أهم المباني الموجودة هو بناء "قصر الضيافة" المطل على نهر بردى».

السيد "محمد أمين الرفاعي" مختار حي "الروضة" أشار إلى أن عدداً من الشخصيات الوطنية سكنت هذا الشارع وذكر منهم الرئيس الراحل شكري القوتلي، والسياسي خالد العظم، والصيدلاني عبد الوهاب القنواتي، والشاعر نزار القباني، الوزير السابق عادل طربين وغيرهم الكثير..

"ساحة الروضة" - البداية الشمالية للشارع

اليوم شارع "أبو رمانة" يعد من أكثر الشوارع الدمشقية نشاطاً، فهو يحتوي إلى جانب قصر الضيافة على عدد من السفارات والوزارات والمكاتب والمصارف والمشافي والفنادق، إضافة إلى /6/ فروع لمصارف خاصة، وفرعين لشركتي تأمين خاصة، وعدد من المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية النشيطة" وينتهي شارع "أبو رمانة" بساحة الروضة.