يعرف عنه أنه صاحب الريش الناعم، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون عن هذا الطائر الذي يعيش في بلادنا أنه ذو مردود اقتصادي كبير على مربيه، فبيضه كبير ولحمه لذيذ سهل الهضم وخال من الكولسترول.

إنه النعام الذي قال عنه أحد المربين الذين التقاهم موقع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ "21/6/2012" إنه ثروة وطنية تأخرت في الدخول إلى حيز الاستثمار بشكل صحيح وفعال، وأضاف "أمين الحلبي" صاحب مزرعة النعام في منطقة "صيدنايا" قائلاً:

يعتقد أن الفراعنة في مصر هم أول من استأنس طيور النعام كما تدل على ذلك الآثار الفرعونية القديمة، واتخذوا من ريشه رمزاً للحقيقة والعدالة وكان كبار قادة الرومان والإغريق يزينون قبعاتهم بريشه، كما أن العرب اصطادوه للرياضة وكمصدر للغذاء، وأطلقوا عليه طائر الجمل في حين اعتبره الآشوريون حيواناً مقدساً، أما المحاربون من قبائل "الزولو" في جنوب أفريقيا فكانوا يزينون أجسادهم بريش النعام وكانت الملكة "إليزابيث" الأولى أول امرأة تستعمل ريشه في زينة الشعر أما "ماري أنطوانيت" في فرنسا فهي أول من استخدم ريشه في الملابس، ولهذا سميت أنثى النعام "بأم البيض، وأم الثلاثين لأنها تبيض ثلاثين بيضة في الموسم، والرئلة" أما الذكر فعرف "بالظليم، والأمسل، والصمل" وصيصانه قبل هر الزغب تسمى "الحسكل"

«طائر النعام من الطيور ذات المردود الاقتصادي الجيد، ولا يمكن لأي شخص ان يقيم مشروعاً له دون رغبة به ومعرفته جيداً، إذ حين أنشأت مزرعتي منذ حوالي عقدين، تطورت وتكاثرت بزيادة إنتاجها، لأن كل طير ينتج ثلاثة صيصان وهي ذات قيمة عالية، ولا تحتاج لتكلفة كبيرة في التغذية والرعاية بقدر ما بحاجة إلى أراضي واسعة للعدو فيها وزراعتها بالأعلاف الخضراء.

المهندس غسان رعد

هذا طائر ملائم لبيئتنا الصحراوية، فهو جميل المنظر والعلاقة معه تثير الشجن، وبالتعاون مع خبراء زراعيين وهواة تربية طير النعام في مناطق عدة بسورية منها "النبك، وفي حمص على طريق تدمر، وهناك مزرعة في الحسكة بالقحطانية، وكذلك بالغوطة بمنطقة النشابية" حققت مزرعتي تقدماً وتطوراً في الإنتاج والإنتاجية، لأن الرعاية الجيدة له تزيد في مردوده بشكل ملحوظ خاصة أن منتجاته من الريش واللحم والبيض والجلود تسوّق بشكل كبير لأهميته، ولحومه ذات قيمة غذائية عالية إذ تكاد تخلو من الدهون ولهذا ينصح بتناوله لخلوه من الكلسترول، ومشروع النعام مشروع اقتصادي بامتياز، فهو يحقق ربحاً عالياً قياساً بالتكاليف، ونحن حققنا عائداً نتيجة الاستعانة بخبرات علمية ومحلية، الأمر الذي جعل إنتاجنا يزيد وهذا ما يدفعنا إلى تشجيع تربيته في بلادنا، لأنه قليل التكاليف وعالي المردود، إذ يقدر ثمن البيضة المخصبة الواحدة بما يزيد على خمسة آلاف ليرة سورية والصوص بعمر شهر أكثر من سبعة آلاف ليرة».

وعن منتجات النعام وفوائده بين المهندس الزراعي "غسان رعد" بالقول: «يتأقلم النعام في معظم الظروف الجوية الصعبة والقاسية، وتعتبر سورية باستثناء المناطق الساحلية بيئة مناسبة وصالحة لهذا النوع من التربية، لهذا بدأ الاهتمام بتربية النعام والاستثمارات الزراعية تنمو باتجاه تربيته ورعايته لفوائده العديدة منها اللحم الذي يعتبر من أجود وأفخر أنواع اللحوم الحمراء نظراً لارتفاع قيمته الغذائية وغناه بالبروتينات والفيتامينات واحتوائه على كمية قليلة من الدهون وانخفاض نسبة الكوليسترول وارتفاع نسبة الحديد مقارنة مع اللحوم الحمراء الأخرى ولحم الدواجن.

مسرح طيور النعام

كما يتميز لحم النعام بسهولة هضمه وسرعة استفادة جسم الإنسان من محتوياته الغذائية نظراً لانخفاض نسبة الألياف التي تدخل في تركيبه، لهذه الأسباب مجتمعة اكتسب لحم النعام شهرة عالمية وزاد الإقبال عليه في بعض المجتمعات الغربية نظراً لزيادة الوعي الصحي لدى الكثير منهم، وريشه يستخدم في أعمال التنجيد والديكور ونفاضات الغبار كما يستخدم في عمليات التزيين ضمن الاحتفالات والمهرجانات ويستخدم في مصانع الأجهزة الإلكترونية لإجراء عمليات النظافة النهائية لتلك الأجهزة وتصل الكمية المنتجة من الطائر الواحد سنوياً من 1.5-2 كغ من الريش، أما جلده فهو من أرقى وأغنى الجلود في العالم لتمتعه بجودة عالية، ومتانة ونعومة ومقاومته العالية للماء وشكله الجذاب والأنيق لوجود بثرات تميزه عن باقي الجلود الأخرى.

ويستخدم النعام في بعض دول العالم لإجراء سباقات ضمن مهرجانات محلية ودولية وذلك لما يتميز به من قوة وصلابة وسرعة عدو وقدرة الأرجل على التحمل لمسافات تكاد تكون بعيدة فهو بذلك يعتبر عنصراً من عناصر الجذب السياحي، والميزة الأهم فيه عيونه التي استخدمت في مجال طب العيون كبديل لعيون الإنسان الذي يعاني من مشكلات في عينية وقد لاقت هذه التجربة نجاحاً جيداً لعدم رفض جسم الإنسان لها، كما يستفاد من دهن النعام في صناعة المراهم الجلدية التجميلية ويستخدم كعلاج لمرض الروماتيزم. كما يستفاد من بيض النعام غير المخصب في صناعة الحلويات والكعك وغيرها من المعجنات أما البيض المفرغ فيعتبر لوحة فنية للمبدعين والفنانين لوضع بصماتهم عليها من رسم ونحت وزخارف تمتع الأبصار»

المهندس أحمد قاديش

حول أصل ومنشأ وأنواع طير "النعام" أوضح الباحث في طيور النعام والمشرف على مزارع عدة المهندس الزراعي "غسان رعد" قائلاً: «يندرج النعام ضمن فصيلة آكلة العشب وهو طائر ليس لديه القدرة على الطيران ويعتبر طائراً صحراوياً مكيفاً للعيش في الصحراء، وهو من أكبر الطيور الموجودة على سطح الكرة الأرضية يعيش هذا الطائر لفترة 45-60 عاماً وقد يصل إلى 80 عاماً يتراوح عمره الإنتاجي ما بين 35-40 سنة وتبلغ سرعته عند العدو بحدود 60كم/سا، وهو معروف قبل أربعين مليون عام وبأسماء متعددة، وهو طائر رعوي يأكل الحشائش والخضراوات وفروع أوراق الأشجار والحبوب والفواكه والبرسيم والفصة، ويبلع المعادن والأحجار والأخشاب الصغيرة ويشرب أي شيء يراه أمامه، يبلغ ارتفاعه حوالي 2.5 متر ويبلغ وزنه بعمر ثلاث سنوات حوالي 100 كغ.

ويتميز النعام بعينيه الجميلتين الواسعتين حيث يستطيع أن يرى من خلالهما لمسافات بعيدة وفي كافة الاتجاهات عدا الذي وراءه مباشرة وله جفن ثالث يحمي عينيه من العواصف الترابية ويجعله يتمتع بنوم هادئ جميل، كما أن سمعه حاد وقوي ولا يضع رأسه في التراب كما يشاع بل يقرب أذنيه من سطح الأرض حتى يتعرف على موقع أعدائه ويسمع اقترابهم ووقع أقدامهم ويعتبر النعام جهاز إنذار مبكر في الحياة البرية لباقي الحيوانات كما أنه الطائر الوحيد الذي يملك إصبعين في قدمه، وأقدامه مناسبة تماماً للعدو ولحمل جسمه الكبير فعظام القدمين طويلة صلبة قوية وتوجد وسادة جلدية بأسفل قدم النعام تشبه الخف تساعده على المشي في الصحراء ويعتبر النعام صاحب أقوى ضربة رفسة قد تصل قوتها من 150 إلى 200 كغ وتكون ركلته للأمام فقط».

وعن علاقة طير النعام بالتاريخ والأسماء التي تسمى بها بين المهندس "أحمد قاديش" مدير الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة قائلاً: «يعتقد أن الفراعنة في مصر هم أول من استأنس طيور النعام كما تدل على ذلك الآثار الفرعونية القديمة، واتخذوا من ريشه رمزاً للحقيقة والعدالة وكان كبار قادة الرومان والإغريق يزينون قبعاتهم بريشه، كما أن العرب اصطادوه للرياضة وكمصدر للغذاء، وأطلقوا عليه طائر الجمل في حين اعتبره الآشوريون حيواناً مقدساً، أما المحاربون من قبائل "الزولو" في جنوب أفريقيا فكانوا يزينون أجسادهم بريش النعام وكانت الملكة "إليزابيث" الأولى أول امرأة تستعمل ريشه في زينة الشعر أما "ماري أنطوانيت" في فرنسا فهي أول من استخدم ريشه في الملابس، ولهذا سميت أنثى النعام "بأم البيض، وأم الثلاثين لأنها تبيض ثلاثين بيضة في الموسم، والرئلة" أما الذكر فعرف "بالظليم، والأمسل، والصمل" وصيصانه قبل هر الزغب تسمى "الحسكل"».