ينتظر الناس اليوم المشمس والدافئ للخروج بسيران أو استجمام أو نزهة تحت الأشجار وفي البساتين، لكن السيران الذي تم في "السويداء" هذه المرة مختلف كثيراً وخصوصاً أنه أقيم على وجه الثلج وفي الأماكن العامة.

وحول طبيعة السيران على الثلج وأسبابه التقت "مدونة وطن" eSyria بتاريخ 12/1/2013 السيد "خالد صعب" من سكان المحافظة الذي تحدث بالقول: «منذ بداية فصل الشتاء ونحن في منازلنا لم نستطع الخروج، لأن درجات الحرارة بلغت أشدها في البرودة، حتى تساقطت الثلوج وبكميات كبيرة والتي استمرت ليومين متتاليين حيث اكتسى وجه أرض السويداء بالمنديل الأبيض، وبلغ في بعض المناطق ارتفاع الثلج ما يزيد على ثلاثة أمتار وخاصة في منطقة ظهر الجبل والقرى المجاورة له، تم الاتفاق مع أقاربنا على الخروج للاستجمام على وجه الثلج والشعور به أكثر، وربط العلاقة بحميمة ثلجية خاصة، حتى إذا بدت الفكرة تأخذ طريقها بالجدية حملت النسوة الكراسي وبعض المشروبات المحببة في السويداء وأهمها المتة، وبعض أنواع الفاكهة وخرجنا لنكون معاً نلهو على الثلج».

منظر الثلج وجمال لونه الأبيض أشعرنا بالفرح والأمل، فقد لعبنا مع بعضنا بعضاً وكنا فرحين جداً

ويرى "صعب" أن هذه الظروف المناخية ليست طارئة على أبناء هذه المنطقة حتى ولو اختلفت شدة قساوتها، وهنا يضيف: «نحن أبناء هذه الأرض، ومعتادون على التعامل معها، حيث إن الثلوج الغزيرة لا تعني فقط الانكفاء في المنازل والبحث عن الدفء في الزوايا، هناك إرادة التحدي، والقدرة على التأقلم والتعاطي معها، كل على طريقته، ومنها اليوم هذا السيران العائلي البسيط».

خالد صعب

يتابع: «لعل اللقاءات الاجتماعية جميلة في أوقات نختارها دون موعد، والأجمل الترابط العائلي الذي يولد عندما نلهو على الثلج بالألعاب وتناول المشروبات الساخنة التي تقينا من البرد، والأهم من ذلك أن منظر الأرض مكسوة بالثلوج ونحن جالسون فوقه، شعور جميل وسيران ثلجي ممتع».

وبينت السيدة "حنان صعب" تأثير الثلج بالنفوس قائلة: «عندما يرى المرء اللون الأبيض يتفاءل فهو يبعث الأمل في النفوس، فكيف اذا كان الثلج الذي هو نعمة للأرض وخير وعطاء؟ حيث خرجنا ونحن على يقين بأننا متفائلون بالثلج ذلك لأن منظره لم يحدث كما هو عليه اليوم منذ عشرات السنين، لعل الثلج جعل من العلاقة الاجتماعية أكثر ترابطاً عندما خرجنا عائلات مع بعضنا بعضاً بروح مرحة وبهجة لم تروادنا منذ مدة طويلة بهذا الشكل حينما لعب اطفالنا بالثلج وشربنا المتة وتناولنا الفاكهة على الثلج، بسيران ثلجي لم يحدث وربما كان الأول من نوعه منذ ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن، كان شعاراً جميلاً، خاصة عندما رأينا خيوط الشمس تعانق الثلج وتنعكس بألوانها الزاهية عليه، حتى إذا ما تسلل الظل وأخذت الشمس بالابتعاد شعرنا بالبرد وذهبنا إلى المنزل».

العائلات تستجم على الثلج

الطفلة "نغم" عبرت عن فرحتها بالثلج وبالسيران قائلة: «منظر الثلج وجمال لونه الأبيض أشعرنا بالفرح والأمل، فقد لعبنا مع بعضنا بعضاً وكنا فرحين جداً».

من الجدير بالذكر أن كميات الثلوج التي تساقطت على السويداء لم تحدث منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً بهذه الكميات، لذلك فرح الناس جعلهم يخرجون للاستجمام بالثلج.

الطفلة نغم