تحظى "السويداء" بتنوع حيوي طبيعي جعلها حاضنة للأصول الوراثية لعدد كبير من النباتات البرية فرصدها المختصون للمحافظة عليها كثروة يمكن الاستفادة منها على المستويات الطبية والعلمية البحثية.

مدونة وطن eSyria بتاريخ 4/7/2013 اطلعت على إحدى التجارب الزراعية في هذا المجال من خلال زيارة المشتل الزراعي الذي أسسه السيد "آصف صلاح الحناوي" في قرية "سهوة بلاطة" الواقعة إلى جنوب شرق مدينة "السويداء" 11كم، وجمعت من متابعي التجربة تقييماً لهذه المبادرة التي قطعت شوطاً كبيراً في مجال حفظ الأصول الوراثية إلى جانب الاهتمام بالنباتات الطبية لتكون متوافرة بين يدي طلابها كما حدثنا المهندس الزراعي "حسن سعيد" وقال: «تتمتع محافظة "السويداء" بتنوع حيوي طبيعي كبير لأنواع الحبوب والزهور والعدس والنباتات وما يزال يشاهد الأصل البري للعدس والشعير والقمح وأنواع كثيرة من الزهور وكذلك الأصول البرية للأشجار المثمرة، ويأتي مشتل السيد "آصف صلاح الحناوي" في سياق القناعة بقيمة هذا التنوع الحيوي وأهمية الحفاظ على مجمعات وراثية للكثير من النباتات وكذلك استخداماتها المباشرة.

تعتبر تجارة النباتات الطبية أو ما تعارف عليه العالم بالذهب الأخضر ثالث تجارة رابحة في العالم وهذا ما حرضني على العمل والمثابرة لحلم علني أصله بتأسيس بنك وراثي نباتي أقدمه للأجيال القادمة ولكل من لديه رغبة البحث والعمل في هذا المشروع الذي يرتقي بأهميته عن مشاريع كثيرة مالية أو اقتصادية ربحية، فهذه المشاريع وأتحدث من خلال تجربتي ربحية لدرجة معقولة لكن فائدتها العلمية أكبر وأعم إلى جانب كونها تخلق فرص عمل كثيرة للشباب وتساهم في نشر ثقافة خاصة بطبيعة هذا العمل وأهميته للمنطقة، وهي قابلة للتطوير وعلى سبيل المثال فقد أضفت لمشروعي زراعة نباتات تجميلية علاجية وافدة على منطقتنا مثل "الألوفيرا" و"المرنجا" و"الجوجوبة" لتضاف لسلسة طويلة من النباتات التي تطلب على نطاق واسع ولدينا معرفة بفوائدها العلاجية والتجميلية

ومن ناحية ثانية للمشروع أهمية علمية وعملية خاصة أنها تأتي من قبل شخص من القطاع الخاص الذي لا يقبل إلا على مشاريع سريعة الربح، حوى هذا المشتل منذ تأسيه عام 2004 شتولاً حراجية مثل "الزعرور"، و"الاجاص البري"، و"اللوز والسماق"، كما حوى أصناف الكرمة المحلية والتين والبطم، وعمل بالتنسيق مع "مشروع التنوع الحيوي" عبر مديرية الزراعة وينتج أنواعاً من النباتات البرية التي تطلب للاستخدامات الطبية واحتياجات الطب البديل مثل "إكليل الجبل" "الزعتر" بأصنافه "الخليلي- الحلبي- الجبلي– الفارسي" و"الختمية" و"العكوب" "الخزامى البرية" ، كما أضاف إلى عمله إنتاج النباتات الطبية التي تدخل في العلاجات التجميلية مثل "الألوفيرا" وهو نبات علاجي تجميلي استخدمته "كليوباترا" وجمعه "الاسكندر الأكبر" لتضميد الجراح ومعالجة الحروق».

السيد "آصف الحناوي" في مشتله في قرية سهوة بلاطة

السيد "آصف صلاح الحناوي" حدثنا عن تجربته فقال: «لأننا نعيش في بيئة زراعية تربينا على عشق الزراعة والطبيعة الغنية وكان لدينا نوع من التواصل الروحي ومحبة النبات الذي نبت في هذه الأرض لنحافظ على أصولها ونحميها من الضياع، في الوقت الذي يمكن أن تقدم لنا فائدة طبية وعلاجية، فقد أسست المشتل بالتعاون مع مشروع التنوع الحيوي وكان المشتل ترجمة للأفكار والأهداف التي مثلها هذا المشروع وسعيت بشكل كبير لتجسيدها على أرض الواقع، وقد حالفني التوفيق في جزء كبير منها حيث عملنا على فكرة المحافظة على الأصول الوراثية للنباتات البرية وإكثارها، وكان العمل عبارة عن اجتهاد سخرت له الوقت والجهد فهناك تجارب نجحت بسرعة مثل "الميرمية" و"إكليل الجبل" و"الخزامى البرية" وتجارب استغرقت الكثير من الوقت مثل "الزعرور البري" وغيره من الأصناف.

حيث حصلت على أصولها من البرية والأراضي الجبلية واستغرق ذلك الكثير من الوقت لكن كان لدي طموح بجمع نسبة كبيرة من هذه الأصول للنباتات الطبية إلى جانب الأشجار المثمرة والحبوب وعلى الرغم من التصور الدارج بأن هذه المشاريع لا تدخل ضمن المشاريع الربحية لكنني ومن خلال التجربة أؤكد بأنها مشاريع قد تفاجئ المهتم بالنتائج الايجابية التي قد تحققها، لكنها طويلة المدى وفيها كثير من المتعة، فهل تقاس قيمة العمل للمحافظة على أمهات وأصول لنباتات برية ذات قيمة عالية مثل العكوب و"الخزامى البرية" و"الزعرور" و"الهندباء البرية" و"الرشاد البري" وهي نباتات لها استخدامات طبية ونادرة الظهور وواجبنا المحافظة عليها كي لا نخسر ميزة وجودها في منطقتنا».

نباتات برية في المشتل الذي يطل على أراضي القرية

يخطط لتأسيس بنك لا تزينه أونصات الذهب بل فصائل نباتية ينقلها للأجيال القادمة كما أضاف السيد "آصف" بالقول: «تعتبر تجارة النباتات الطبية أو ما تعارف عليه العالم بالذهب الأخضر ثالث تجارة رابحة في العالم وهذا ما حرضني على العمل والمثابرة لحلم علني أصله بتأسيس بنك وراثي نباتي أقدمه للأجيال القادمة ولكل من لديه رغبة البحث والعمل في هذا المشروع الذي يرتقي بأهميته عن مشاريع كثيرة مالية أو اقتصادية ربحية، فهذه المشاريع وأتحدث من خلال تجربتي ربحية لدرجة معقولة لكن فائدتها العلمية أكبر وأعم إلى جانب كونها تخلق فرص عمل كثيرة للشباب وتساهم في نشر ثقافة خاصة بطبيعة هذا العمل وأهميته للمنطقة، وهي قابلة للتطوير وعلى سبيل المثال فقد أضفت لمشروعي زراعة نباتات تجميلية علاجية وافدة على منطقتنا مثل "الألوفيرا" و"المرنجا" و"الجوجوبة" لتضاف لسلسة طويلة من النباتات التي تطلب على نطاق واسع ولدينا معرفة بفوائدها العلاجية والتجميلية».

الجدير بالذكر أن السيد آصف الحناوي من مواليد 1967 سهوة بلاطة، درس الفلسفة في جامعة "دمشق"، يمتلك مشتلاً خاصاً حمّله مشروعه العلمي والزراعي حمل اسم "طبيعيات" قدم من خلاله منتجات مشتله النباتية.

آصف الحناوي يتابع نباتات الألوفيرا التي يزرعها بكثرة