شهدت صالة "فاتح المدرّس" بـ"دمشق" حضوراً مكثفاً لأصدقاء اللوحة التي حملت حب وهموم وآلام الوطن وأوجاعه، ليشاهدوا افتتاح معرض الفنان التشكيلي "عبد الحميد الفياض"، الذي عاود نشاطه بعد غياب.
مدونة وطن "eSyria"، وبتاريخ 9 نيسان 2018، تواصلت مع الفنان "عبد الحميد الفياض" ليتحدث عن معرضه، حيث يقول: «يضم المعرض جزءاً من مجموعة تضم أكثر من مئة عمل، باشرت فيها منذ عام 2011، واستمرت حتى قبل عدة أيام من الافتتاح؛ بهدف التوثيق لما مرت به "سورية" من أحداث وفق أساليب متنوعة في الشكل واللون، لكنها واحدة في الروح، حيث تحمل بعض الأعمال العنف والمأساة، باستثناء الأعمال المنفذة مع بداية عام 2018، حيث اتسمت بالأمل عبر الألوان المضيئة والمفرحة مع اختلاف المواضيع، فابتعدت عن الحدة في الطرح مع تحوير في الأسلوب على لوحات الأحجام الصغيرة التي تعبر عن ارتياحي النفسي حالياً».
إن الحراك التشكيلي حالياً يحوي الغث والثمين، ومن إيجابيات ذلك الكمّ الكبير الذي يقدم من المعارض وتشجيع المواهب الشابة، ومساعدتها على كسر حاجز الخوف من عرض نتاجها الفني للناس، ولا سيما مع غياب عدد كبير من الفنانين بعضهم غادر خارج البلاد، وآخرون توقفوا عن العمل؛ وهو ما أتاح الفرصة للأجيال الجديدة بالظهور
ويتابع القول: «إن تجارب الشعوب مع الحروب والأزمات تظهر أهمية الفن التشكيلي، حيث إن هناك لوحات فاقت في توثيقها ورصدها للواقع والكتب والمذكرات والأدب والشعر؛ فاللوحة التي لا تحتوي إنساناً هي عمل تزييني لا أكثر؛ لأن الإنسان هو محور الحياة والقضية التي نعيشها، وهو الذي يعاني من جراء ما يحدث في بلدنا، وفي المقدمة يأتي الطفل والمرأة، وتوثيق المرحلة ينطلق من كون الإنسان بطلاً فيها».
ويضيف بالقول: «إن الحراك التشكيلي حالياً يحوي الغث والثمين، ومن إيجابيات ذلك الكمّ الكبير الذي يقدم من المعارض وتشجيع المواهب الشابة، ومساعدتها على كسر حاجز الخوف من عرض نتاجها الفني للناس، ولا سيما مع غياب عدد كبير من الفنانين بعضهم غادر خارج البلاد، وآخرون توقفوا عن العمل؛ وهو ما أتاح الفرصة للأجيال الجديدة بالظهور».
"عبد القادر ونوس" الذي تابع المعرض، قال: «لم يكن مجرد معرض، ولن أدخل في النقد، ولن أتوه في التحليل؛ فلبريق عينيه الذكيتين صدق وتفانٍ كفيل في إنقاذ الكثير مما يتحطم حولنا وداخلنا.
فأعمال "عبد الحميد" ابن "الفرات" لم تكن مجرد معرض، إنها لحظة تلاوة البيان رقم (1) من صومعة المعلم "فاتح المدرّس" لألوان "الرقة" المحزونة لملامح ابنها النبيل. لقد أتى ليوقظنا من كوابيسنا المعسولة، ويقول لنا: ليس كل ما يلمع ذهباً، وأجمل الملمس جلد الحية، وأن دموع التماسيح أكثر غزارة من الهتون».
الجدير بالذكر، أن التشكيلي "عبد الحميد الفياض" من مواليد "الرقة" عام 1953، تخرّج في كلية الفنون الجميلة، قسم الحفر بجامعة "دمشق" عام 1983، مارس النشاط الفني منذ عام 1970، وأقام معارض فردية، وشارك في العديد من المعارض الجماعية، كما عمل في تدريس الفن بالمعاهد والجامعات الخاصة وكلية الفنون الجميلة حتى عام 2015، ثم تفرغ للعمل الفني، وأعماله مقتناة داخل "سورية" وخارجها.